أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، دخول شاحنات المساعدات بأنه « قطرة في محيط » الاحتياجات في القطاع الفلسطيني المحاصر والذي يعاني من الجوع.
في بيان مشترك، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني، من أنهم لن يقفوا « مكتوفي الأيدي » إزاء « الأفعال المشينة » لحكومة نتانياهو في غزة، ملوحين بـ »إجراءات ملموسة » إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.
وتقول إسرائيل إن حصارها لغزة يهدف لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
وقال نتانياهو، الإثنين، في شريط مصور إن « القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع… لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له ».
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 91 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع منذ فجر الاثنين.
وسجلت الحصيلة الأعلى في خان يونس بجنوب القطاع، حيث أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، بمقتل 22 شخصا في مناطق متفرقة من المحافظة.
وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن قواته « استهدفت أكثر من 160هدفا خلال الساعات الأخيرة ».
وأصدر الجيش أمرا بالإخلاء « الفوري » لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين.
في خان يونس أيضا، قال محمد سرحان متحدثا عن القصف « وكأنها القيامة، إطلاق نار من جميع الجهات، أحزمة نارية، طيران (إف 16)، ومروحي يقوم بإطلاق النار ».
وأوضح « أقصى ما تمكنا فعله أننا أخذنا الأطفال، لدي طفل (عمره) عام ونصف، وطفل 8 سنوات، أخذتهم إلى أكثر منطقة أمانا ».
وأشار نتانياهو إلى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر « لأسباب دبلوماسية »، مع السماح بدخول كميات محدودة من الغذاء ابتداء من الاثنين
وقال « يجب ألا نسمح بأن ينزلق السكان نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء »، مشيرا إلى أن حتى داعمي إسرائيل لن يكونوا متسامحين مع « مشاهد المجاعة الجماعية ».
وأعلنت إسرائيل دخول « خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة ومحملة مساعدات إنسانية، بما في ذلك طعام الأطفال، إلى قطاع غزة عبر (معبر) كرم أبو سالم »، وأشارت إلى أنه سيتم السماح « لعشرات من شاحنات المساعدات » بالدخول « في الأيام المقبلة ».
في ما يتصل بالشاحنات التي سمح بدخولها الإثنين، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أنه « لم يتم استلام أي مساعدات » في غزة لأن « الليل قد حل » وبسبب « ظروف أمنية ».
وقال مصدران فلسطينيان في شركات فلسطينية لنقل المساعدات لفرانس برس « قبل قليل عبرت 6 شاحنات مساعدات محملة بمكملات غذائية وحليب الأطفال من معبر كرم أبو سالم إلى الجانب الفلسطيني باتجاه قطاع غزة، وهذه الشاحنات مخصصة لمنظمات دولية خاصة منظمة اليونسيف ».
ونددت كلير نيكوليه من منظمة أطباء بلا حدود بعملية « ذر للرماد في العيون »، وقالت « إنها طريقة للقول نعم نحن نسمح بدخول الأغذية، لكنها خطوة شبه رمزية ».
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث يوجد « مليونا شخص يتضورون جوعا ».
وتساءلت عبير هدهد في مخيم للنازحين في مدينة غزة « أين المساعدات؟ أين الأغذية والماء؟ نحن نموت، نحن جائعون. أنا وأطفالي نعاني كل يوم ».
طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، الإثنين إسرائيل بـ »السماح مجددا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري » إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، معتبرين أن سكان القطاع « يواجهون المجاعة وعليهم الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة ».
وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تسجيل تقدم يذكر للتوصل لاتفاق.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53486، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 3340 قتيلا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 مارس.