شهدت مدينة الدار البيضاء، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية حاشدة نظمتها أطر صحية أمام المندوبية الإقليمية بسيدي البرنوصي، تعبيرا عن غضبها من الاختلالات المتراكمة في القطاع الصحي بالإقليم، والتي لم تجد طريقها للحل من قبل الجهات الوصية.
وردد الأطباء المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، شعارات منددة بالوزارة، مؤكدين أن هذه الاختلالات تتسبب في معاناة الأطر الصحية والمواطنين على حد سواء.
وأفادت الدكتورة أمينة عريكة، الكاتبة الإقليمية للنقابة الوطنية للصحة العمومية، في تصريح لـ »اليوم24″، بأن اجتماعا سابقا عُقد العام الماضي شهد طرح مجموعة من الاختلالات، إلا أنها لم تلقَ آذانًا صاغية من المسؤولين.
وأبرزت الدكتورة عريكة أن على رأس هذه الاختلالات تأتي « هشاشة العرض الصحي » في إقليم البرنوصي، الذي يتميز بكثافة سكانية عالية. وأشارت إلى أن الإقليم، على الرغم من توفره على ثلاثة مستشفيات عمومية، يعاني من ضعف التجهيزات ونقص الصيانة، بالإضافة إلى عدم توفر خدمة التحاليل، مما يضطر المواطن والطبيب لتحمل أعباء إضافية.
وشددت الكاتبة الإقليمية على أن الطبيب يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع المواطن الذي يطالب بحقه في العلاج، بينما لا يجد الطبيب في كثير من الأحيان ما يقدمه له بسبب نقص الإمكانيات. وأضافت أن هذا الوضع يتطور أحيانا إلى اعتداءات جسدية يتعرض لها الأطباء.
وفي نقطة بالغة الأهمية، كشفت الدكتورة عريكة عن نقص كارثي في الأطباء المتخصصين بالإقليم، مؤكدة أنه « في الإقليم كله، توجد طبيبة توليد واحدة، وطبيبة أطفال واحدة فقط ». وتابعت أن أي طبيب يغادر منصبه لا يتم تعويضه من قبل الجهات المعنية، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
وأمام هذا الوضع المزري، تضيف الدكتورة عريكة، يفضل عدد من الأطباء البحث عن فرص عمل أفضل، وكثيرا ما تكون خارج المغرب، محمّلة المسؤولية للمسؤولين على المستويين الجهوي والإقليمي.
يشار إلى أن إقليم سيدي البرنوصي سجل أكبر عدد من السكان في مدينة الدار البيضاء، حيث بلغ إجمالي السكان 706,362 نسمة، بحسب نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024.