سلّطت دراسة صدرت حديثا بعنوان “متلازمة الإجهاد الدبلوماسي الأممي وقضية الصحراء” الضوء على دور المبعوثين الأمميين في قضية الصحراء المغربية، وتاريخ القضية منذ إرسال أول مبعوث أممي سنة 1997.

وأوضحت الدراسة، التي نشرها الدكتور محمد بوبوش من جامعة محمد الأول في العدد الرابع عشر من مجلة “الاستراتيجية” العلمية المحكمة والمتهمة بالقضايا الاستراتيجية والعلاقات الدولية والدراسات القانونية، أن بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية، منذ تأسيسها قبل أكثر من 33 عاما، “باتت مثيرة للجدل بسبب غموض مهامها وفشلها في حل النزاع”.

وهدفت الدراسة إلى تقييم مسار تدبير القضية منذ تعيين أول مبعوث شخصي عام 1997 جيمس بيكر وحتى المبعوث الحالي ستافان دي ميستورا، مع تسليط الضوء على العراقيل التي تواجه المبعوثين في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وتوضيح العراقيل التي أدت إلى توقف المفاوضات في 2018، والتوترات بين دي ميستورا وبين الدبلوماسية المغربية بسبب أداء الأخير.

وحاول محمد بوبوش استيضاح أسباب فشل المبعوثين الأمميين في جمع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات وحل النزاع المفتعل، مع التركيز على العوائق الداخلية والخارجية التي تعرقل عمل الوساطة الأممية، مستخدما مناهج عديدة، منها المنهج التاريخي، لتحليل التسلسل التاريخي لتعيين المبعوثين الأمميين والمقارنة مع أزمات أخرى واجهوا صعوبات في حلها. كما استخدم منهجا تحليليا لتقييم أداء المبعوثين الحاليين والسابقين.

وأشارت الدراسة إلى فشل عدد كبير من المبعوثين الأمميين في حل النزاع؛ مثل جيمس بيكر الذي صرح عند استقالته بأن حل النزاع “مستحيل”، وإيريك جينسن الذي أوضح في كتاب له “استحالة تطبيق مخطط التسوية”، ثم توجيه الانتقادات إلى مبعوثين آخرين مثل كريستوفر روس الذي اتهم بالانحياز.

وأوضحت الدراسة أن أسباب فشل المبعوثين الأمميين تعود إلى عوامل عديدة؛ منها “تركيزهم على إدارة الصراع بدلا من البحث في جذوره، واصطدامهم بالتوازنات الدولية والمصالح المتباينة للدول الكبرى في مجلس الأمن”. كما سلطت الضوء على دور الأمناء العامين للأمم المتحدة في الوساطة في النزاعات، مشيرة إلى أن تأثيرهم الدبلوماسي “محدود بسبب تدخلات القوى العظمى وعدم وجود إجماع في مجلس الأمن”.

وتطرقت الدراسة إلى اتهامات بعدم الحيادية التي وجهت إلى عدد من المبعوثين؛ مثل اتهام غسان سلامة في ليبيا بالانحياز، وإشارات إلى تجاوزات ممثلي الأمم المتحدة في مهامهم، والتي أدت إلى توترات مع الأطراف المتنازعة، مشيرة إلى أن المبعوث الحالي ستيفان دي ميستورا، بدوره، “يواجه صعوبات جمة في إدارة الملف”، خاصة بعد زيارته لجنوب إفريقيا في يناير 2024، والتي أثارت غضب المغرب، مبرزة أن دي ميستورا “لم ينجح في دفع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، مما يعكس محدودية فهمه للملف وتعقيداته”.

وخلص الأستاذ الجامعي محمد بوبوش في دراسته إلى أن المبعوثين الأمميين “يواجهون غالبا صعوبات كبيرة في حل النزاعات المسلحة بسبب العوائق الداخلية والخارجية، واستمرار التباين في مواقف الأطراف المعنية؛ مما يتطلب إعادة تقييم للنهج الأممي في إدارة الأزمات”.

The post دراسة تسلط الضوء على أداء المبعوثين الأمميين إلى الصحراء المغربية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

By Akhbar24h

مرحبًا بكم في Akhbar24h، مصدر الأخبار الأول لكل ما يحدث لحظة بلحظة!نحن منصة إخبارية رقمية نقدم لكم آخر المستجدات على مدار الساعة في مجالات السياسة، الاقتصاد، العملات الرقمية، الرياضة، والطقس، مع الحرص على تقديم محتوى موثوق، موضوعي، ومحدث باستمرار.مهمتنا:نقل الأخبار بكل مصداقية وحياد توفير تحليلات معمقة لأبرز الأحداث تقديم محتوى متجدد بأسلوب سلس وسريع تابعونا للبقاء في قلب الحدث أولًا بأول! تواصلوا معنا عبر الرسائل لأي استفسار أو اقتراح.#أخبار_24_ساعة #مواكبة_الأحداث #كن_في_الصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *