عبّر المغرب من جديد، خلال الأيام الماضية، عمّا يفيد “إدراكه ضرورات مواكبة مختلف التغيرات بالعالم، ولاسيما المرتبطة بالعالم الرقمي”، إذ أكد اهتمامه بالانضمام إلى الشراكة العالمية حول الذكاء الاصطناعي، إلى جانب ست دول أخرى، وفقا لما كشفت عنه وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وذلك في إطار “قمة العمل” التي احتضنتها العاصمة باريس حول الموضوع نفسه.
في هذا الإطار قال أنس أبو الكلام، أستاذ جامعي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، إن “الجميع يتفق اليوم على أن المستقبل هو للذكاء الاصطناعي، وبذلك فإن غير المنخرطين في مثل هذا الورش الكبير ستفوتهم فرص التنمية في جميع المجالات؛ على اعتبار أن الذكاء الاصطناعي صار اليوم يُعتمد منها، بما فيها الصحة والتنبؤ بالمناخ وتطوير نظم الزراعة، فضلا عن رفع مردودية العملية التعليمية”، مردفا: “ستجد حوالي 80 في المائة من مهن الغد نفسها تحت تأثير الذكاء الاصطناعي”.
وأوضح أبو الكلام، في تصريح لهسبريس، أن “ما يتضح هو أن المغرب لديه رؤية إستراتيجية في هذا الإطار، وقد سبق للنموذج التنموي للمملكة أن أشار إلى ذلك، إذ تحدث عن معطى الحوكمة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي ومختلف الآليات التكنولوجية والتقنيات المتطورة”، متابعا: “هذا خيار لا رجعة فيه بالنسبة للمملكة التي تبتغي التأسيس لمغرب رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي رائد بالقارة الإفريقية”.
وتطرق الأستاذ الجامعي ذاته لمعطى الشراكات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ أشار إلى أن “المغرب يطمح إلى تعزيز موقعه الخارجي كدولة شريكة في هذا المجال؛ فانضمامهُ إلى شراكات دولية بعينها يعني إمكانية استفادته من تمويلات وبرامج عالمية معينة، في حين أننا نتحدث عن مبادرات أعلنت عنها مؤخرا دول كالإمارات العربية المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة”.
وبحسب المصدر ذاته فإن “المغرب بإمكانه، من خلال انضمامه إلى هذه الشراكات، أن يستفيد من كل البرامج الجماعية الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومن تبادل الخبرات في هذا الإطار، من أجل تعزيز وتقوية الأداء”، موردا أن “المملكة بهذه الخطوات بإمكانها أن تقلل من الفجوات الرقمية التي تعرفها عدد من المناطق”.
من جهته اعتبر حسن خرجوج، خبير في التطوير الرقمي، أن “تعبير المغرب عن اهتمامه بالانضمام إلى هذا النوع من الشراكات يعكس التزامه بتطوير قدراته في هذا المجال، ومشاركته في صياغة المعايير الخاصة به على المستوى الدولي”، مفيدا بأن “هذا الحدث بمثابة فرصة كبيرة بالنسبة له للاستفادة من الخبرات العالمية وتعزيز مساهمته في البحث والابتكار في هذا الميدان”.
ويرى خرجوج أن “المغرب بإمكانه أن يسلط الضوء على الفجوات المطروحة لديه على المستوى الرقمي”، مشدد على أن “المملكة أدركت وتدرك كذلك أهمية المتغيرات الحالية على هذا المستوى، ما يجعلها تسعى إلى خلق اقتصاد رقمي انطلاقا من مواكبة جديد الذكاء الاصطناعي”.
كما قال المتحدث ذاته لهسبريس إن “من بين مكاسب المغرب في هذا الإطار مساعدتُه على تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز القدرات في عدد من المجالات، فضلا عن حماية الملكية الفكرية وتحليل النظم الإلكترونية باستخدام أنماط الذكاء الاصطناعي”، مؤكدا في السياق نفسه “إمكانية غدو المغرب جزءا من السوق العالمية لتقنيات هذا الذكاء”.
The post خبراء: شراكات الذكاء الاصطناعي تفيد المغرب وتوفر الخبرات والتمويلات appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.