في حوار مطول خصّ به صحيفة “آس” الإسبانية، تحدث الناخب الوطني وليد الركراكي عن عدة مواضيع تهم المنتخب المغربي وطموحاته المستقبلية، خاصة في ما يتعلق بكأس أمم إفريقيا المقبلة، بالإضافة إلى مشروع استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية، وتجربته الشخصية كلاعب ومدرب.
استهل الركراكي حديثه بالإشارة إلى متابعته الدقيقة للاعبيه في مختلف الدوريات الأوروبية: “نعم، حضرت مباراة دوري الأبطال في البرنابيو. كنت أتمنى دقائق أكثر لإبراهيم، بطبيعة الحال، لكن كانت مباراة رائعة. نحن نتابع لاعبينا دائما، لا نكتفي فقط بمشاهدتهم، بل نتحدث إليهم، ونعطيهم الحب والدعم. هذه هي وظيفة المدرب في الخفاء، تمهيدا لاتخاذ قراراته لاحقا. المغرب بلد يعشق كرة القدم. عندما يلعب المنتخب، يتجمع الكل حوله. ليس من الطبيعي أن نكون قد فزنا فقط بلقب واحد في كأس إفريقيا. مهمتنا هي تغيير ذلك. هذا هو التحدي. تغيير عقلية اللاعبين وتاريخنا في هذه البطولة. في 2022 قدمنا أداءً جيدا في كأس العالم، لكن في النهاية الألقاب هي ما تُحسب”.
وتحدث الركراكي عن تجربته الخاصة كلاعب سابق ومساعد مدرب، ورؤيته لكأس العالم: “هذه كانت فكرتي. أنا لاعب سابق للمنتخب، وكنت مساعد مدرب في 2013. أفهم هذا الفريق جيدا. أنا أيضا مزدوج الجنسية، ولدت في فرنسا واخترت المغرب. أعرف تماما شعور اللاعبين. مررت من ما مروا منه. كنا دائما نملك الموهبة، لكن كان علينا تغيير العقلية. لدينا لاعبون في أندية كبرى، لكن آن الأوان للنظر في عيون الكبار دون خوف. هذه هي الشرارة التي أشعلناها”.
وبخصوص اللاعب الشاب لامين يامال، كشف الناخب الوطني عن تفاصيل التواصل معه: “حاولنا كل شيء معه، قدمنا له مشروعا رائعا لصناعة التاريخ. أشكره على الاحترام. كيف لي أن أقول للامين إنه سيلعب مع المنتخب الأولمبي وهو يلعب في سن 16 مع برشلونة؟”.
كما تطرق للحديث عن مباراة إسبانيا في “مونديال” قطر 2022 قائلا: “لم نقل إنهم استهانوا بنا. لويس إنريكي من أعظم المدربين واحترمنا. لكن أحيانا الفريق الآخر يقدم كل شيء. نحن عقدنا عليهم الأمور ولم يجدوا الحلول. وركلات الجزاء هي ركلات جزاء. التكتيك كان واضحا: إغلاق المساحات من الداخل، دفعهم للخارج. ربما كان وجود موراتا منذ البداية ليخلق مشاكل أكبر، لكن في النهاية نحن نفذنا خطتنا بأداء فاق الـ100%”.
وعن الخروج من كأس إفريقيا أمام جنوب إفريقيا، أوضح الركراكي أن المنتخب دخل مرحلة بناء جديدة: “بعد كأس العالم، كان علينا تغيير النموذج. الدفاع سهل، لكن البناء يحتاج وقتا. أردنا تحسين الجودة، ولهذا بدأنا نبحث عن مواهب مثل إلياس أخوماش، بن صيغير، طالبي، الصحراوي.. كنا بحاجة إلى مزيد من الإبداع. 11 فوزا، تعادل واحد، ومعدل تهديف جيد، نحن على الطريق الصحيح”.
وتحدث الناخب الوطني عن ملف استقطاب براهيم دياز: “قمت بالكثير من الرحلات. أول مرة إلى ميلان، ثم إلى مدريد مرتين، إحداهما مع رئيس الاتحاد. لم نغلق الأبواب، وأحترم قراره أن يأخذ وقته. جاء إلى المغرب، زار الرباط، مراكش، طنجة شعر بالبلد، واختار بقلبه. البعض قال إنه اختارنا لأنه لا يستطيع اللعب لإسبانيا، لكنه كان في القائمة الأولية لدى لا فوينتي وكان يتألق مع الريال”.
وأضاف حول أهمية اختيار دياز للمنتخب الوطني: “إبراهيم ساعدني كثيرا. الآن، حين أتكلم مع لاعبين مزدوجي الجنسية، أقول لهم: انظروا، إبراهيم اختار المغرب وهو في الريال، في عز عطائه. لدينا أشرف، زياش، مزراوي.. الآن نستطيع أن ننظر إلى الكبار في العين. نحن بين أفضل 12 منتخبا في العالم”.
كما تطرق الركراكي إلى سياسة الجامعة تجاه مزدوجي الجنسية: “نحن لا نلاحق اللاعبين. العالم تغيّر، هناك مزدوجو الجنسية في كل مكان. نعرض مشروعنا، لكن القرار يكون بالقلب. المهم أن يختار مبكرا، فالتأخر يعني التردد. من يختار المغرب، نحن سعداء، ومن يختار بلدا آخر نتمنى له التوفيق”.
وعاد للحديث عن ملف لامين يامال بتفصيل أكثر: “جلسنا معه ومع جده بعد إحدى مبارياته. كنت واضحا، عرضت عليه كل شيء، مكان دائم، مشاريع مستقبلية، كأس إفريقيا، كأس العالم 2026 و2030. لكنه اختار إسبانيا لأنه وُلد هناك وتربى في منتخباتها. احترمت قراره وشكرته على صدقه”.
وفي جانب القيادة والعمل الجماعي، أوضح الركراكي فلسفته: “تجربتي كلاعب علمتني أن الأجواء داخل غرفة الملابس أهم شيء. إذا كانت الأجواء سيئة، فهي كالسجن. أحاول أن أكون صديقا، أبا، لكن أيضا أقول الحقيقة حين يجب. لا يمكن الفوز دون مجموعة متماسكة. ريال مدريد العام الماضي كان فريقا، هذا العام لا نرى ذلك. باريس سان جيرمان كان فيه ميسي ونيمار ومبابي، والآن بدونهمم هو أفضل فريق. كل اللاعبين يركضون لبعضهم”.
وعن العلاقة مع إبراهيم دياز داخل الريال: “نتحدث كثيرا، لديه تربية كروية جيدة. يعرف أن التنافس صعب في ريال مدريد، لكنه قوي ذهنيا. لن يستسلم. هذه التجربة ستصقله. إذا استمر بهذه العقلية، سيكون من الأفضل في العالم”.
كما عبّر عن رأيه في مسيرة سفيان أمرابط: “نعم، كنت أحب رؤيته في أتلتيكو مدريد. أسلوبه يلائم سيميوني. لكن أيضا مع مورينيو يتعلم كثيرا”.
وعن اللاعب سنادي، أبرز دور الكشافين: “لدينا كشّاف في إسبانيا (لن أذكر اسمه حتى لا يقتلني)، يقوم بعمل رائع. سنادي لاعب مختلف. قلت له استمر، فرصتك قادمة. نحن الآن منتخب كبير، ولا أحد يصل بسرعة. لدينا مهاجمون كبار مثل النصيري والكعبي”.
واختتم حديثه بكشف طموحه الأكبر: “فزت بدوري الأبطال في إفريقيا مع الوداد. أحلم بالتدريب في أوروبا، لكن هاجسي الآن هو الفوز بكأس إفريقيا. أريد كتابة التاريخ”.
L’article الركراكي يفتح ملف يامال ودياز ويكشف طموحه الشخصي مع المنتخب est apparu en premier sur هسبورت.